برغم أن موهبته للكتابة ظهرت متأخرة، إلا أنه شكل حالة خاصة وفريدة في الكوميديا، فكان لديه حوافز داخلية هي التي دفعت هذا الكم من السخرية الاجتماعية والانسانية لتظهر للعلن، وبرغم أنه ممثل كوميدي اتجه للسياسة في رواياته.
كتب روايات منها: "90 شارع شبرا" التي تحدث فيها عن الوحدة الوطنية، ورواية "أم النيل" وتتحدث عن سيدة أميركية عاشت في مصر من عام 1910 إلى 1972 وفي جنازتها كان هناك 15 الف شخص خرجوا وراءها ليقولوا لها يا ماما، و "كان وأخواتها" و"جنازة أم حسن" وكانت مشاركته في حرب أكتوبر هي الدافع لكتابة روايته "الكتيبة 26" التي كشف فيها عن تفاصيل تجربته الشخصية في حرب أكتوبر، ورفضت الرقابة على المصنفات الفنية تقديمها في عمل سينمائي.
اعتبر الكثيرين دوره في فيلم السفارة في العمارة سيكون مغامرة، لكنه ترك بصمة خاصة في الفيلم.
كان واحداً ممن شاركوا في ثورة 25 يناير المجيدة، وكانت تراوده أمنية تقديم عمل فني برصد ماحدث في ميدان التحرير.
كنا عندما نحدثه لا نشعر إن كان فعلاً يمثل مشهداً في عمل فني، أم يروي لنا موقفاً حدث له، فهو إنسان طبيعي جداً ولأقصى درجة، وهذا الصدق وتلك العفوية هما اللذان حجزا له مكاناً في القلوب، وهو بإعتراف النقاد والمشاهدين والفنانين، فنان غير قابل للاحتراق أو الانتهاء السريع، فقد نجح في أن يوظف موهبته التمثيلية ذات الحس الكوميدي ليجعل لنفسه مدرسة خاصة به، فقد كان دائم البحث عن الجديد الذي يقدمه كي لا يكرر نفسه، فتألق في كل أدواره حتى أصبح سر نجاح كل عمل يشارك به.
إنه الفنان والأستاذ والصديق لطفي لبيب الذي رحل عنا اليوم عن عمر ناهز 77 عاماً "صورتي معه في إحدى سهراتنا وكانت بشقتي القديمة بالدقي".
صديقي الآن تستريح بعد ان تعذبنا بآلامك، ها نحن نودعك ومعك نودع البهجة والطيبة والرقة والصدق والولع بالحياة، لن نتذكرك الا بابتسامتك الصادقة ومحبتك الغامرة، مع السلامه يا غالي.
اترك تعليقا:
