بقلم: أحمد صلاح كامل
في مدرسة صغيرة بإحدى المراكز بمحافظة الدقهلية، ظهرت معلمة شابة تحمل في قلبها حبًا كبيرًا للطلاب وشغفًا عميقًا بالرياضيات، استطاعت هذه المعلمة، التي يعرفها الجميع باسم "أستاذة تغريد رضا"، أن تحول مادة الرياضيات من كابوس يخشاه الطلاب إلى لعبة ممتعة ينتظرونها بشغف.
أسلوب فريد وممتع في التعليم لم تكن أستاذة تغريد رضا مجرد مُعلمة، بل كانت أختًا وأمًا وصديقة للطلاب.
كانت تهتم بكل طالب على حدة، تفهم نقاط ضعفه وتقويها، الطلاب الذين كانوا يخافون من الرياضيات أصبحوا أكثر ثقة بأنفسهم، وتدريجيًا بدأوا يحققون نتائج أفضل، ليس فقط في المادة، بل في دراستهم بشكل عام.
كانت دائمًا الأستاذة تغريد رضا تقول:
واخده عهد علي نفسي إني مصعبهاش علي اللي قدامي وعارفه لو الطالب حب المدرس هيحب الماده، وإن الطالب اللي بيجي مجبور علي المدرسة والتعليم عُمره ما يكون استيعابه زي اللي جاي بحُب، فـعشان كدا لازم حب مع حزم.
عزمت إن تحول حصة الرياضيات إلى الحصة المفضلة لدى الطلاب، مما خلق حالة من التنافس الإيجابي بينهم. كما أنها لم تتوقف عند تعليم الرياضيات فقط، بل كانت تُحفز الطلاب على حب المدرسة بشكل عام، وتربط بين التعليم ومتعة و الاكتشاف.
في وقت يعاني فيه التعليم من جمود الأساليب التقليدية، أثبتت أستاذة تغريد رضا أن الشغف والإبداع يمكنهما تغيير كل شيء، ليس فقط في حب مادة مثل الرياضيات، بل في غرس حب التعلم نفسه في نفوس الطلاب.
إن أمثال هذه المعلمة هم البنية الأساسية لبناء مستقبل أفضل، حيث يكون التعليم أداة لإطلاق الإبداع، وليس مجرد وسيلة للنجاح الأكاديمي.
اترك تعليقا:

