كتب سمير الدسوقي
بعد القبض عليها نهاية عام 2017 ،منذ أن ألقت الشرطة القبض عليها في ديسمبر من عام 2017 عقب العثور على زوجها، بجانب قضبان القطار في مدينة محلة دمنة، وأدانت تحريات المباحث الزوجة ، وظلت قيد الحبس طوال 6 سنوات.
وتحديدا في ديسمبر عام 2019،سمعت السيدة "كريمة السيد عبد الحميد" ، المعروفة إعلاميا بـ«سيدة الدقهلية»، أسوأ خبر في حياتها، عندما نطق القاضي في محكمة جنايات الدقهلية بالحكم عليها بالإعدام شنقًا، بتهمة قتل زوجها العامل "محمد عبده الشربيني" عن طريق وضع السم في القهوة،وخلال 6 أعوام من التقاضى قضتها خلف القضبان من بينهم 4 أعوام تحت حكم الإعدام مرتدية البدلة الحمراء وفى انتظار قرار محكمة النقض بقبول النقض أو رفضه، لكن خلال هذه المدة لم تترك فرضا من الصلاة، تناجى ربها أن ينتقذها لأنها بريئة من تهمة قتل زوجها ، ومع خوفها الدائم من تنفيذ حكم الإعدام لم تشك ولو للحظة واحدة فى قدرة الله على إنقاذها من هذه الجريمة، وكنت دائمة التفكير فى طفلتيها الصغيرتين وعن مصيرها ومستقبلهما من بعدها ".
أعلن خبر مقتل العامل محمد عبده الشربيني، بعد العثور على جثته، ما جعل أصابع الاتهام تشير إلى زوجته، التي كانت تبكي بحرقة على فراقه، وهي تفكر في مصير طفلتيها الصغيرتين، وتتسأل من أين تنفق عليهما وتتحمل أعباء الأسرة، لكن الصدمة عندما وجدت نفسها متهمة بقتل الزوج عمدًا.
وقفت «كريمة» أمام النيابة العامة، وقالت إن زوجها ترك منزل الزوجية قبل وفاته بـ7 أيام، وأخبرها أنه سيذهب لزيارة أسرته، وأنها فوجئت بعدها بوفاته بعد عثور المارة على جثمانه بجانب القطار، ولم تقدم السيدة قرائن قوية تجعل النيابة تخلي سبيلها، بل كانت كلمات مرسلة، فتقرر حبسها على ذمة التحقيقات.
عاشت «سيدة الدقهلية» على أمل أن يخلى سبيلها مع كل جلسة تحقيق، مؤكدة أنها بريئة، ولم ترتكب أي جريمة، لكن الأمل تبدد بعد أن وجدت نفسها محالة إلى محكمة الجنايات، بتهمة القتل العمد، بعد أن استندت النيابة العامة إلى تقرير الطب الشرعي، وغيرها من الأدلة التي أكدت وفاة المجني عليه بالسم.
وفي 2 ديسمبر من عام 2019، تلقت «كريمة» صدمة جديدة، عندما سمعت حكم إعدامها، وظلت تصرخ وتقول: «أنا بريئة»، لكن كانت كل الأوراق تثبت عكس كلامها، لتعيش قرابة 4 سنوات، منذ أن ارتدائها بدلة الإعدام حتى البراءة في عذاب، أيقنت خلالها أنها في عداد الموتى، فكانت تعرف يوميًا، بتنفيذ حالات الإعدام في القريبين منها بالسجن، وتنتظر دورها.
وها هي تعود للحياة من جديد، بعد أن أنصفها القضاء العادل ذاته، وقضى ببراءتها الأسبوع الماضي في منتصف فبراير الجاري، وسمعت «سيدة الدقهلية» الخبر اليقين من محكمة النقض، ببراءتها، لتسقط على الأرض مغشيا عليها من هول المفاجأة والفرحة ، بعد أن كانت تنتظر تأييد إعدامها، هنا جاءت العدالة من القضاء الذي أنصفها، لتعود إلى بيتها وطفليتها، واستقبلها أهالي قرية محلة الدمنة بالطبل والزمر وسط حالة من الفرحة الغامرة، حيث كانت «كريمة» شاردة الذهن، وكأنها تعيش في فيلم سينمائي بعيد عن الحقيقة.
التقينا بالسيدة "كريمة السيد عبد الحميد" ، المعروفة إعلاميا بـ«سيدة الدقهلية»، بعد خروجها مباشرة ووصولها لمسقط رأسها بمدينة محلة الدمنة بمحافظة الدقهلية، بعد قضاء محكمة النقض بتبرئتها من حكم الإعدام بتهمة قتل زوجها عمدا مع سبق الإصرار والترصد، حيث استقبلها أهل المدينة بإقامة حفل وذبائح تعبيرا عن سعادتهم بقرار محكمة النقض.
وتروي السيدة "كريمة" تفاصيل تبرئتها بمحكمة النقض من حكم الإعدام، قائلة :"تزوجت زوجي "محمد.ع" وأنحبت منه طفلتين، وفى نهاية عام 2017، أصيبت بكسر فى قدمى وجاء زوجى معى للمستشفى الدولى بالمنصورة وقاموا بعمل جبيرة من الجبس فى قدمى، بعدها عدنا لمسكننا، وذهب هو لأسرته فى مدينة منية النصر بالمحافظة وأصيبت ابنتي بالإعياء فتحركت معها متوجهة للمستشفى لعمل الفحوصات الطبية وعدنا مرة أخرى للمنزل".
وأضافت السيدة "كريمة" : "غاب زوجى عن المنزل لمدة أسبوع كان متواجدا خلاله عند أهله بمسقط رأسهما بمنية النصر ، بعدها عثرنا عليه جثة فى إحدى الأراضى الزراعية بمعرفه الأهالى، وتفاجئت بعدها بأننى المتهمه فى قتله، وذلك بعد تحرير أهله لمحضر يتهمنى بإنهاء حياته، وتم إلقاء القبض عليّ والبدء فى التحقيق معى، وتواصلت محاكمتى لمدة 6 أعوام، تركت فيهم طفلتين بدون سند فى الدنيا، حيث توفى والدهم ووالدتهم تواجه حكم الإعدام، ما استدعى لوضعهن فى إحدى دور الرعاية للحفاظ عليهما ".
وتضيف "كريمة": "وخلال 6 أعوام من التقاضى قضيتهم خلف القضبان من بينهم 4 أعوام تحت حكم الإعدام مرتدية البدلة الحمراء وفى انتظار قرار محكمة النقض بقبول النقض أو رفضه، لكن خلال هذه المدة لم أترك فرض من الصلاة وأناجى ربى أن ينتقذنى لأنى بريئه من تلك التهمه، ومع خوفى الدائم من تنفيذ الحكم عليا بالإعدام لم أشك للحظة فى قدرة الله على إنقاذى من هذه الجريمة، وكنت دائمه التفكير فى فتياتى وعن مصيرهم ومستقبلهم من بعدى".
المحامي يكشف سر فنجان القهوة الذي أنقذ موكلته من حبل المشقة :
تحدثنا مع الأستاذ" وهدان الباز " محامي السيدة الناجية من الإعدام بمحكمة النقض بالدقهلية ، فقال إن موعد تناول فنجان القهوة كان وراء إنقاذها من حبل المشنقة بعد 4 سنوات من ارتدائها البدلة الحمراء.
وقال المحامي مضيفا ، إن المجني عليه تناول المشروب أثناء جلوسه على المقهى، وظل هناك من الساعة السادسة والنصف مساء حتى التاسعة والنصف، ثم أخبر أصدقاءه أنه ذاهب إلى زوجته، وذلك على الرغم من وجود خلافات بينهما ترك على إثرها المنزل منذ فترة وذهب إلى بلدته منية النصر بالدقهلية.
وأوضح أنه وفقًا لشهود العيان والتحريات، فإن الزوج توجه إلى زوجته الساعة التاسعة ونصف، وتناول معها فنجان قهوة آخر دست به السم، وهو ما نفته الزوجة في اعترافاتها، مؤكدة أنه لم يصعد إلى منزلها مطلقًا ولا تقدر على الحركة بسبب كسر في قدمها.
وأضاف المحامي، أنه وفقًا للمراجع العلمية فإن سم الفئران يستغرق 4 ساعات على الأقل للتفاعل داخل الجسم وحدوث الوفاة، ووفقًا للتقرير الطبي فإن الزوج توفي الساعة 11 مساءً، أي إن فرق التوقيت بين ذهابه لزوجته ووفاته يتراوح ما بين ساعة وساعة ونصف الساعة فقط، وإن توقيت دس السم في القهوة كان ما بين الساعة السابعة والنصف والثامنة، أي في أثناء وجوده بالمقهى مع أصدقائه.
وأكد محامي الناجية من الإعدام، أنه قدم للمحكمة مستندًا رسميًّا يثبت تفاعل سم الفئران بعد 4 ساعات من تناوله، وهو ما يتنافى مع أقوال شهود العيان من أصدقاء المجني عليه، ويؤكد أقوال الزوجة بأن الزوج لم يذهب للمنزل.
ولفت المحامي إلى أنه منذ توليه القضية وكان يثق ببراءة موكلته ونزاهة القضاء المصري، مؤكدًا أن الحكم يعد تاريخيًّا لم يصدر من قبل.
وتابع محامي سيدة الدقهلية إن الحكم ببراءتها سيؤدي إلى إعادة فتح القضية من جديد لضبط المتهم وتقديمه للمحاكمة.
اترك تعليقا:

