-->
مساحة إعلانية

السبت، 12 نوفمبر 2022

رسالة إلى صديقي

 

 


بقلم/ مريم صبري

 

اقترب ديسمبر و كأنه غداً..و ازداد اضطرابي و كأنني أعيش في وهمٍ لا أريد الاستيقاظ منه أبدا..فهل لي أن أحظو بلحظاتٍ قليلة في هذا الوهم و كأنه حقيقة ملموسة؟ هل لي أن أحظو بك و لو لبضع ثوانٍ لأجعلك تشعر بما أخفي لك من عشق في قلبي؟ هل لي أن أحظو ببضع دقائق معك في صمت تام حتي أحظو بتلك الطمأنينة التي لم أجدها إلا في حضرتك؟ و هل لك ألا تسل عن سر لوعتي بك؟ فالمحب و إن باح بسره، مات شهيداً في حضرتكم إجلالاً لما يشعر به...و هل لديسمبر ألا يأتي أبدا إلا و إن كنت معه؟ فربما انت الجواب عن كل تلك الرسائل التي ارسلتها له و لم تتلقي رداً عليها..

ربما انت تلك الأمنية التي وعدني ايها ديسمبر منذ سنين، و لكنه لا يريد أن يأتي بها الآن..

ربما انت من يمكنه اعلان الحرب علي ديسمبر..و ربما انت من يمكنه إقناعي علي التشبث بالامل مرة أخري..و ربما و ربما..فربما انت إجابة دعائي، و ربما انت من بيده الخلاص من كل ذلك الشقاء..

 

اعلم جيداً بأني أقسمت مراراً ألا اكتب لك مجدداً، و لكنني أشعر باقتراب النهاية..أشعر بأن يمكنني المحاولة بجدية أكثر الآن، فربما نستطيع الهروب بعيداً و نترك كل شئ..

و ربما تعلن النهاية انت، و تتركني وحيدة بين لوعتي و اضطرابي..

أو ربما تشعر بما أشعر به الآن، و تأخذني محارباً في معركتك التي و إن سمحت لي بالانضمام إليها، سأحصل في نهايتها علي وسام الشجاعة و الاخلاص لك..سادافع عنك للحظة الأخيرة..سنفوز معاً و نحيا كما نريد..

 

اعرف أيضاً بأنك تحب الورود و بعض الموسيقي الغير تقليدية..عند الفوز، سأزرع لك بستاناً باسمك، و سيتحول قلبي حتما الي أعظم اوركسترا احتفالاً بك...

 

هل لي أن أرسل لك خطاباً آخر؟ ربما يميل قلبك من كلماته تلك المرة..فأرجو أن تعذرني، فاقترب ديسمبر جداً و أخشي قدومه بدونك..

 

"يا من سكن الروح وحده،

أعلم جيداً بأنك تخوض من المعارك ما لا يعلم عنه أحدا..و لكني أشعر بك جيداً..تأتيني أخبارك في رؤياي..أعلم أكثر مما تظن، و أشعر باعظم مما ينبغي..

أعلم بأنك تحول المقاومة، و لكنك تحارب وحدك..ربما تملك من يؤمن بقضيتك، و لكنك لا تملك من يحارب لأجلك..جبهتك ينقصها محارباً..فهل لي أن أكون أنا المحارب؟

اعرف بأنك ستكابر، و ربما أيضا تقول بأن لديك من المحاربين كافة، و لكني محارباً محباً بصدق، هل تملك الآلاف منهم؟

بعثت لك باقة من الف وردة حمراء اليوم..أتذكر ماذا يعني اللون الاحمر بالنسبة لي؟ أتعهد لك بنزول ارض المعركة بشجاعة؛ لأحارب من أجل الحب الكامن في قلبي لك..و كلما حاول أحدهم المساس بك، سأطعنه الف طعنة بعدد ورود باقتي..

فهل لي أن انضم لجيشك؟ هل لي أن احارب لأجلك؟ اسمح لي البقاء بجانبك..لا تجعل ديسمبر يعلن قدومه بدونك..

 

تلك المرة، أنا علي يقين بأنك ستتقبل وجودي، بل سترحب بانضمامي لجبهتك..

 

دمت سالماً.."

 

#رسالة_الي_صديقي

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا:

الاكتر شيوعا