-->
مساحة إعلانية

الاثنين، 27 يناير 2025

“كان ليه.. ديوان للشاعر يحيي البحيري قصائد تفتح أبواب الوجع المغلقة



في بحر الكتب الممتد بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، يبرز ديوان “كان ليه” للشاعر المبدع يحيى البحيري كجزيرة مليئة بالألم، الحيرة، والوجع الصادق. الديوان، الصادر عن دار نوراس للنشر والتوزيع، جناح A42، صالة 1، ليس مجرد كتاب شعر، بل هو شهادة على لحظات انكسار عاطفي نعيشها جميعًا ولكن نعجز عن التعبير عنها بالكلمات التي أجاد البحيري نسجها ببراعة نادرة.

“كان ليه”.. عنوان يفتح الجرح
من أول لحظة تقع فيها عيناك على اسم الديوان، يلامسك السؤال الذي يحمل في طياته ثورة داخلية وصراع مع الذات. “كان ليه؟” سؤال لا ينتظر إجابة بقدر ما يفتح بوابة الذكريات المؤلمة: ليه اللي حبّناه باع؟ ليه اللي ضحكنا معاه بكينا بسببه؟ ليه الطُرق اللي كنا فاكرينها مستقيمة انتهت على حافة الهاوية؟ الديوان كله يدور حول هذا السؤال الذي يمس جرحًا عميقًا في كل روح عاشقة.

وجع مكتوب بحبر القلب
قصائد الديوان ليست مجرد أبيات شعرية موزونة، لكنها خريطة للقلوب المكسورة. البحيري، كأنه جراح ماهر، يفتح جروح الحب والفراق بسلاسة، ليخرج الألم كله أمام عيني القارئ. قصائد عن لحظات الحب التي كانت مثل ضوء النهار ثم أظلمت فجأة، عن خيانة المشاعر التي لم نرَها قادمة، وعن الفراق الذي يترك فينا فراغًا أكبر من الكلمات.




الديوان لا يقتصر على الحب، بل يغوص أعمق، في التعب النفسي الناتج عن الصدمات، عن الخسارات المتكررة التي تجعلنا نسأل أنفسنا كل ليلة: “هل كنا مخطئين في الحب، أم أننا أحببنا الشخص الخطأ؟”

اللغة.. شفرة بسيطة لوجع معقد
البساطة التي يعتمدها يحيى البحيري في كلماته هي أعظم ما يميز الديوان. كلماته تشبه حديثًا داخليًا مع النفس، لكنها محمّلة بمعانٍ ضخمة. كل بيت يحمل وزنه من الحزن، وكل جملة تحكي قصة يراها القارئ في مرآة قلبه. القصائد تأخذك في رحلة ما بين الحنين والحيرة، ما بين الماضي الذي لا يموت والمستقبل الذي يخيفنا.

“كان ليه” في معرض الكتاب.. وجع على رفوف الأمل
الديوان متوفر الآن في معرض القاهرة الدولي للكتاب، صالة 1، جناح A42، دار نوراس للنشر والتوزيع. ولكنه ليس مجرد كتاب تضيفه لمكتبتك؛ إنه تجربة تتعايش معها. كل صفحة هي باب يفتح على ذكريات قديمة أو مشاعر دفنتها تحت جلدك منذ زمن. إنه رفيق لمن عاشوا الفقد، لمن جربوا أن يحبوا بكل صدق ثم واجهوا الخذلان بكل قسوته.



يحيى البحيري.. صوت من القلوب المكسورة
يحيى البحيري لم يكتب هذه القصائد فقط، بل عاشها، شعر بها، ونقلها بصدق نادر. القارئ لن يشعر بأنه أمام شاعر يكتب من خيال، بل أمام إنسان يضع قلبه أمامه على الورق ليقول: “أنا كمان مكسور زيكم.”

لماذا “كان ليه” مختلف؟
لأنك حين تقرأه، ستجد نفسك فيه. ستبكي على قصيدة كأنها حكايتك الشخصية، ستتوقف عند سطر واحد وكأنه كتب خصيصًا لك، وستنهي الديوان وأنت تشعر بأن هناك من فهم وجعك أخيرًا.

الختام.. سؤال يظل مفتوحًا
ديوان “كان ليه” ليس مجرد كتاب شعر، إنه رسالة لكل القلوب التي لم تجد كلمات تعبر بها عن أوجاعها. إنه رحلة في أعماق الحزن، لكنه أيضًا مساحة للتطهر، لأنك حين تواجه الألم، تبدأ أولى خطوات التعافي. لا تفوت فرصة اقتنائه، ولا تفوت فرصة مواجهة نفسك مع السؤال: “كان ليه؟”


 



شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا:

الاكتر شيوعا